لا اتفاق على رئيس الأركان الليبي... وأميركا تعتبر أن التهديد الإرهابي صار أكثر تعقيداً


غزة - دنيا الوطن
في وقت فشل اجتماع لضباط في الجيش الليبي السابق يوم الثلثاء في بنغازي (شرق) في الوصول إلى اتفاق على اختيار رئيس أركان لـ «الجيش الوطني» الذي يجري تشكيله، قال السفير دانيال بنجامين منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية أمس الأربعاء إن التهديد الإرهابي أصبح أكثر تعقيداً في منطقة الساحل بسبب الوضع في ليبيا.

وقال بنجامين في افتتاح أعمال مجموعة العمل المكلفة تعزيز قدرات منطقة الساحل في الجزائر، إن «التهديد الإرهابي أصبح أكثر تعقيداً مع بعض التغييرات التي تشهدها المنطقة، لا سيما في الدولة المجاورة (للجزائر) ليبيا». وأضاف أن «الحاجة إلى بناء شراكات وتعاون لمواجهة التحديات في هذه المنطقة أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى».

وكان المسؤول الأميركي يتحدث في افتتاح أعمال مجموعة العمل الخاصة بالساحل باعتبار الولايات المتحدة رئيسة «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب» إلى جانب تركيا. وترأس الجزائر إلى جانب كندا مجموعة العمل المكلفة تعزيز قدرات منطقة الساحل.

وأطلق المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب رسمياً من قبل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي داود أوغلو في 22 أيلول (سبتمبر) 2011 في نيويورك. ويعطي المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الأولوية لتعزيز القدرات المدنية في مجالات شتى على غرار «سيادة القانون ومراقبة الحدود ومكافحة التطرف العنيف»، بحسب بنجامين الذي أوضح أن المنتدى العالمي خصص مئة مليون دولار لتمويل برنامج لتعزيز قدرات سيادة القانون «يركز بصفة خاصة على البلدان التي ألغت قانون الطوارئ».

وأكد كمال رزاق بارة مستشار الرئيس الجزائري لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب في تصريح إلى الصحافيين قبل بداية الأشغال، أن الاجتماع مخصص «لتوحيد الرؤى في تحليل الأخطار المحدقة بمنطقة الساحل ليس فقط من خطر الإرهاب العابر للأوطان ولكن أيضاً من الأخطار الآتية من الأزمات المختلفة كالأزمة الليبية». وتابع: «الحمد لله، ليبيا أصبحت لديها حكومة وأصبحت قادرة على مواجهة مخاطر الأمن الداخلي وأخطار الأسلحة في هذه المنطقة».

وأكدت سابين نولك مسؤولة مكتب الأمن الدولي في وزارة الخارجية الكندية أن «الإرهابيين لا يحترمون الحدود الوطنية وكل مقاربة لمكافحة الإرهاب داخل حدود الدولة مآلها الفشل». وأضافت أن «الإرهاب في منطقة الساحل مشكلة جهوية ولا بد له من حل جهوي». ودعت المسؤولة الكندية كل المشاركين في أشغال الندوة إلى وضع خلافاتهم السياسية ومصالحهم الشخصية جانباً، والتركيز على «التعاون وتبادل المعلومات».

واحتضنت الجزائر في 7 و8 أيلول (سبتمبر) ندوة حول مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والتنمية في منطقة الساحل، بحضور وزراء خارجية الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا، و38 وفداً من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وخبراء وممثلين من المنظمات الإقليمية.

رئيس أركان الجيش الليبي

في غضون ذلك، فشل اجتماع لضباط كبار في الجيش الليبي في مدينة بنغازي في التوصل إلى اتفاق على اسم رئيس أركان الجيش الوطني المنوي إنشاؤه. وصرح العقيد ناصر بوسنينة إلى «فرانس برس»: «كان يُتوقع أن نعيّن رئيساً للأركان، لكن ما زالت بيننا خلافات، كما اندس أشخاص (بيننا) لإفشال الاجتماع».

وعُقد الاجتماع في قاعدة بنينة الجوية المتاخمة لمطار بنغازي وضم حوالى 200 إلى 300 ضابط وجندي انضم إليهم عشرات من قادة «كتائب الثوار» وهم متطوعون مدنيون قاتلوا قوات معمر القذافي.

لكن سرعان ما سادت الفوضى حيث أعرب مشاركون بصخب عن رفضهم وجود عدد من الضباط على المنبر. وصرخ أحدهم: «ذهبنا إلى الجبهة، وقضى الكثيرون منا، وها أنتم تجلسون هنا بحماية حراس!». كما اعترض آخرون على عبارة «تشكيل» جيش وطني في جدول أعمال الاجتماع مفضلين عبارة «إعادة تنظيم». كما اتهم عدد من الضباط «مندسين» بإفشال الاجتماع. ونظراً إلى الفوضى التي سادت تم رفع الجلسة. وسيعقد اجتماع آخر الخميس للبت في تعيين رئيس للأركان، بحسب مصادر عسكرية عدة.

وفي تونس (أ ف ب)، قال منسق فريق الدفاع عن رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي المحتجز في تونس بانتظار البت في ترحيله إلى ليبيا، الأربعاء، إنه سيواصل الدفاع عن موكله بعد رفع شكوى ضده للقضاء التونسي.

وقال المحامي التونسي مبروك كرشيد لـ «فرانس برس» إن الشرطي رفع شكوى ضده اتهمه فيها بعرقلة أدائه. وقال المحامي: «دفعني ضابط الشرطة وتعامل معي بخشونة عندما حاولت الاقتراب من موكلي أثناء اقتياده إلى قاعة المحكمة». وأضاف إنه احتج على معاملته وتقدم بشكوى للمسؤول القضائي المختص. وأوضح «أن ملف القضية أحيل السبت على حاكم التحقيق من دون علمي وعلم هيئة المحامين وتجاهل تام لكل الإجراءات» ما وصفه بـ «السابقة الخطيرة التي تذكّر بالمحاكمات السياسية السابقة»، في إشارة إلى فترة حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وأضاف انه إذا قُبلت الشكوى التي رفعها ضابط الشرطة وتمت الإدانة فإنه يواجه حكماً بالحبس خمس سنوات.

وأعرب عن خشيته من أن الدعوى المرفوعة ضده تهدف إلى تنحيته من فريق الدفاع عن رئيس الوزراء الليبي السابق. غير أن كرشيد أكد «عزمه على مواصلة الدفاع عن موكله» على خلفية أنها «قضية تستحق الدفاع»، بحسب ما قال. وكان البغدادي المحمودي البالغ من العمر سبعين عاماً شغل رئاسة الوزراء حتى الأيام الأخيرة من نظام معمر القذافي.

واعتقل المحمودي في 21 أيلول (سبتمبر) على الحدود الجنوبية الغربية لتونس مع الجزائر وصدر حكم بسجنه بناء على دخول البلاد في شكل غير مشروع. ويحتجز المحمودي في سجن قرب تونس العاصمة.

وكان المحامي كرشيد ساعد في تعبئة منظمات حقوق الإنسان الدولية لصالح موكله خشية ما قد يتعرض له حال إرجاعه إلى ليبيا. وحضت كل من منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش تونس على عدم تسليم المحمودي إلى ليبيا بسبب المخاوف من تعرضه للتعذيب أو القتل هناك.

كما كان كرشيد في الفريق القانوني الذي تقدم بطلب لمنح موكله وضع لاجئ سياسي بمقتضى قواعد الأمم المتحدة للحيلولة دون ترحيله من تونس إلى ليبيا.

ودفع الطاقم القانوني بأن المحمودي يخشى على حياته باعتباره آخر من تبقى ممن بحوزتهم أسرار الدولة الليبية بعد مقتل القذافي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Sweet Tomatoes Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة