صفقة نفط ليبية مثيرة للجدل تضع الخارجية البريطانية في ورطة

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أشارت اليوم صحيفة التلغراف البريطانية إلى أن هيغ عقد اجتماعاً خاصاً مع مندوب من شركة Heritage Oil المتخصصة في الأعمال الاستكشافية، خلال شهر آذار/مارس الماضي، وتبادل كذلك خطابات مع أحد المساعدين على مدار الأشهر القليلة الماضية.

وكانت الشركة قد فازت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بصفقة تقدر قيمتها بـ 19.5 مليون دولار (12.23 مليون إسترليني) للعمل في ليبيا، ترى أنها ستساعدها على توطيد وتعزيز مكانتها في المنطقة.

وأماطت الصحيفة النقاب عن أن الرئيس التنفيذي للشركة، وهو أحد الجنود المرتزقة السابقين، ويدعى توني باكينغهام، قد منح حزب المحافظين ما يقرب من 60 ألف إسترليني. وسبق أن أثيرت من حوله موجة من الجدل في مطلع العام الجاري، حين كشفت التلغراف عن أن هيغ تدخل بصورة شخصية لتسوية نزاع ضريبي قدره 175 مليون إسترليني بين الشركة وشريكتها Tullow Oil والحكومة الأوغندية.

مع استعار حدة الحرب في ليبيا، كشفت مصادر عاملة في الصناعة النفطية أن هيغ التقى كريستيان سويتينغ، مندوب عن شركة Heritage Oil، في نادي كارلتون في لندن. وكانت تبحث الشركة آنذاك عن طرق تعينها على إيجاد فرص عمل لها داخل ليبيا، في أعقاب انهيار العقيد معمّر القذافي.

عقب الاجتماع، تم تبادل خطابات، أمدّ فيها سويتينغ وزارة الخارجية بمعلومات استخباراتية عن الوضع على الأرض في ليبيا. فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن هيغ التقى بسويتينغ لفترة وجيزة خلال إحدى الفعاليات، وإن هذا هو سبب عدم الكشف عن المقابلة في السجلات الرسمية.

وأوضحت الصحيفة أن سويتينغ كان أحد المرشحين في انتخابات حزب المحافظين عام 2001، عندما كان هيغ زعيماً للحزب. كما أكدت وزارة الخارجية البريطانية من جهتها ليلة أمس أن هيغ لم يناقش الصفقة التجارية بنظام المراسلات مع سويتينغ.

عاودت التلغراف لتقول إن باكينغهام بدأ في تكوين ثروته، التي تقدر بـ 500 مليون إسترليني، من خلال إدارته لشركات أمن خاصة في إفريقيا. كما أنشأ شركة Heritage Oil من خلال عملية صغيرة في شركة سبق لها أن رفضت عرضاً للاستحواذ عليها بقيمة 1.9 مليار دولار في مطلع العام الجاري. هذا وتشتهر تلك الشركة بعملها في البلدان غير المستقرة، ولديها الآن عمليات في العراق ومالي وجمهورية الكونغو.

استناداً إلى مراسلات مسرّبة نشرتها في هذا الصدد أيضاً صحيفة الغارديان البريطانية، فإن باكينغهام، برفقة جندي القوات الخاصة والقائد السابق جون هولمز، يعملان مع مرشح حزب المحافظين والعامل في مجال التطوير العقاري، كريستيان سويتينغ.

وسبق أيضاً لباكينغهام أن دفع خلال الشهر الماضي 19 مليون دولار من أجل شراء حصة في شركة تعمل في مجال الخدمات النفطية في بنغازي، هي شركة الصحراء القابضة للخدمات النفطية.

وأوضحت الصحيفة أن سويتينغ أرسل خطاباً إلى هيغ هذا العام نيابةً عن شركة Heritage Oil، وهو الخطاب الذي رأت الصحيفة أنه أعطى نظرة ثاقبة في عالم النفوذ السياسي. ثم تحدثت الصحيفة عن التبرعات الشخصية التي تقدم بها باكينغهام إلى حزب المحافظين في الانتخابات التي جرت في العام الماضي.

وفي حديث له مع الغارديان، قال سويتينغ "كتبت لوزير الخارجية في مرحلة مبكرة من الصراع الليبي، لا للضغط عليه، وإنما لإبلاغه وضمان إدراك حكومة صاحبة الجلالة لجهودنا المبذولة. وبالنسبة إلى طلبات التأشيرات فكانت لأعضاء المجلس الوطني الانتقالي و/ أو مستشاريهم البارزين – في وقت سابق للاعتراف بهم، حين كان يوجد مكتب التأشيرات الوحيد المتاح لهم في طرابلس، ولم يكن متاحاً للثوار في بنغازي".

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Sweet Tomatoes Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة