أوضاع مأساوية داخل مدينة سرت المنارة

14 نوفمبر 2011

المنارة – فرج أكويدير

تعاني مدينة سرت أوضاعا إنسانية صعبة تتمثل بشكل واضح في عدم توفر الكهرباء إضافة إلى تدمير البنية التحتية للمدينة وخصوصا في المناطق التي شهدت مواجهات شديدة بين كتائب القذافي والثوار خلال قيام الثوار بتحرير المدينة.

وتعتبر أحياء”الزعفران” و”المنطقة رقم “2 و”المنطقة رقم 3″أكثر المناطق التي تعرضت للتدمير في حين أن الحي رقم 1 وحي الدولار لا يوجد بهما دمار كبير، وتعرضت أغلب بيوت هذه المناطق للدمار بسبب تمترس أفراد الكتائب داخلها.

ومن مظاهر نكبة مدينة سرت تضرر شبكة الكهرباء بشكل كبير جدا في ظل عدم توفر آلات الصيانة، والأكثر من ذلك هو رفض الناس الحديث أمام الكاميرات عن حقيقة الوضع في المدينة إما خوفا من التحدث بالحقيقة أو من انتقام المؤيدين للقذافي من بقايا اللجان الثورية وفلولها الباقية داخل المدينة.

وقد قال الكثير من المواطنين في سرت”إننا كنا مؤيدين للطاغية وصدقنا ما قاله عن الثوار، لا نستطيع أن نقول إن الطاغية هو سبب دمار المدينة”.

وزيادة على ذلك تشكل الذخائر التي لم تنفجر بعد خطرا على سكان المدينة حيث تنتشر داخلها وقد سجلت عدد من حالات بتر الأعضاء جراء انفجار هذه الذخائر التي منها قذائف الهاون.

وتنتشر القمامة داخل شوارع مدينة سرت بشكل واضح ، كما قل عدد الذين يقومون بعملية التنظيف في ظل قلة الإمكانيات التي تساعد على تنظيف المدينة.مما يتطلب تعاون السكان بأكملهم لأجل التخلص من الكميات الكبيرة للقمامة.

ووفقا لحديث أحد سكان المدينة فقد تم حتى الآن دفن 538 جثة منهم من كان يحارب مع كتائب القذافي ومنهم من هم مؤيدون لثورة 17 فبراير من سكان سرت، وسلمت عدد من الجثث من أسرى ثوار المنطقة الشرقية لأهاليهم بعد أن كانت ملقاة في أماكن مهجورة في المدينة.

ويصر عدد من سكان سرت على عدم ترك بيوتهم المهدمة ويريدون من المجلس الوطني الانتقالي صيانتها الآن، ويحملون الثوار مسؤولية تهدمها وكأنهم كانوا يتعمدون تدميرها في أثناء المواجهات مع كتائب القذافي.

ويشعر سكان هذه البيوت بالغضب من الثوار بالرغم من أن الثوار قدموا لهم الإغاثة بشتى أنواعها إلى درجة بيعها في الطرقات،ومنهم من قال”لو كان الثوار جاؤوا سلميين لتحرير المدينة لكنا وقفنا معهم”.