وصاية غربية وأميركية على ليبيا وانكشاف لغز اغتيال العقيد معمر القذافي

28-تشرين الاول-2011 2:47 PM

الخبر برس : الإخبارية اللبنانية

ناصر فقيه | خاص الخبر برس



شكلت تصفية العقيد الليبي معمر القذافي لغزاً بحد ذاته، سبقه دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى قتل الرجل قبل يومين من استهدافه، في الوقت الذي أبدى رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، لاحقاً، "أسفه" لتصفية القذافي من دون أن تتم محاكمته، وبين وقاحة الأولى ونفاق الثاني، حسمت صحيفة "لوكنار أنشينيه" (Le Canard enchaîné) الفرنسية، الروايات المتضاربة حول العملية، فبينما أصر مقاتلو المجلس الانتقالي على أن "الفضل" يعود لهم، قال حلف الأطلسي أن قصف طائرات "الناتو" لموكب القذافي كان "صدفة".



الصحيفة القريبة من الدوائر الأمنية الفرنسية، كشفت عن أحداث رافقت العملية المذكورة، "فقد اتصل عقيد من البنتاغون بأحد قادة الاستخبارات العسكرية الفرنسية، وأعلمه بأن طائرات استطلاع أميركية حددت مكان وجود القذافي في سرت"، وتكشف "لوكنار أنشينيه" عن الهدف الحقيقي لقتل القذافي، فالمسؤول الأميركي، قال لمحدثه الفرنسي: "إن ترك هذا الرجل على قيد الحياة سيحوله إلى قنبلة نووية"، ويستخلص المسؤول الفرنسي أن "البيت الأبيض قد أصدر حكمه على القذافي وينبغي تفادي إجراء محاكمة له، قد تشكل منبراً دوليا له"، وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي قوله إن "حكم الإعدام لم يكن متوفراً نصاً في القرار الدولي، لكن يجب ألا ننافق بعضنا بعضا، فقد حاولت الطائرات الفرنسية والبريطانية تصفيته، من خلال قصف مخابئه في طرابلس"، وتتحدث "لوكنار أنشينيه" عن أن "قوات فرنسية وأميركية خاصة كانت تقتفي على الأرض أثر العقيد الليبي، وأرسلت الاستخبارات الفرنسية وحدة من 50 رجلاً إلى سرت"، وقال مسؤول أمني فرنسي للصحيفة إن مهمة الوحدة "هي تسليم القذافي وأفراد أسرته إلى مجموعة ليبية في سرت، ومنع إفلات القذافي من مطارديه الليبيين"، وهذا ما حصل بالفعل فقد بقي "عناصر الوحدة الفرنسية على مسافة قريبة يشاهدون القذافي يضرب بيد آسريه من مقاتلي المجلس الانتقالي حتى مقتله".



منسّق شبكة "الأمان" للبحوث والدراسات الإستراتيجية أكد أنيس نقاش أن "تصريحات كلينتون كانت واضحة، فقد تمنت عدم محاكمة العقيد الليبي معمر القذافي، بل دعت إلى أسره أو قتله"، وفي حديث خاص لـ"الخبر برس"، ذكّر نقاش بأن القذافي "هدد أكثر من مرة بفضح عمليات التمويل التي كان يقدمها إلى مسؤولين أوروبيين من بينهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي"، وكشف الخبير الاستراتيجي أنيس نقاش أن "الولايات المتحدة، دائماً لديها بنك أهداف، وشخصيات تسعى إلى تصفيتها، لتحقيق مصالحها الإستراتيجية، وخصوصاً من قبل من يزعجون الأمن القومي الأميركي، وقد كان القذافي واحداً من هذه الأهداف"، ولفت نقاش إلى أن "هذه الأهداف الدائمة قد يمنع استهدافها عبر طلب الرئيس الأميركي أخذ الأذن المسبق، ولكن يتم أحياناً إفساح المجال لها"، وفي حالة القذافي فالأكيد أن "الموافقة على العملية تمت من قبل الدوائر السياسية العليا، ومن بينها باراك أوباما وهيلاري كلينتون، وهي موافقة لم يظهر يوماً أنها مدانة في الأوساط الأميركية".



"صراحة" كلينتون تحولت إلى "وقاحة"، وفقاً لما سرب عبر الانترنت من لقطات لم تبث على الهواء، وظهرت فيها المرأة ضاحكة بسخرية من مصرع القذافي، وقالت لمحاورتها في قناة "C.B.S" الأميركية: "قدمنا ...رأينا....و..مات" (we came..we saw…he die) في إستعادة ثقافية للعبارة التي أطلقها أحد الغزاة التاريخيين الإمبراطور الروماني "يوليوس قيصر" لدى هزيمته فارنسيس الثاني ملك بلاد "بونتوس" (بين إيران وتركيا حالياً) عام 46 قبل الميلاد: (Veni…Vidi…Vici) ومعناها " أتيت.. رأيت.. انتصرت".



رابط فيديو "هيلاري كلينتون تسخر من موت معمر القذافي":



http://www.youtube.com/watch?v=2D0LEW6vGF8



http://www.youtube.com/watch?v=fxNeW9UhhO0



الخبير الاستراتيجي أنيس نقاش شدد على أن "معركة الغرب مع المنطقة ليست معركة عسكرية فقط، بل هي معركة تستخدم فيها الدلالات الرمزية، المستندة إلى خلفيات هذا الغرب الثقافية، لتصوير الانتصار على الخصم غلبة أميركية أو غربية"، وذكَّر نقاش بما قاله ساركوزي لدى وصوله إلى ليبيا، حيث أظهر سروره "لوصوله إلى أول بلد مسلم، يهتف الشباب فيه: شكراً للأطلسي وللدول الغربية"، وحذر نقاش من محاولات الولايات المتحدة الهادفة إلى "حرف المفاهيم في المنطقة، وكل ما يتصل بمقاومة الهيمنة الغربية والاحتلال الإسرائيلي"، وأضاف أن "الإدارة الأميركية تسعى جاهدة لتفريغ الحراك الشعبي في تونس ومصر من مضمونهما الحقيقي، وهناك صراع على المفاهيم والرموز بين أبناء المنطقة والولايات المتحدة والغرب، اللذان يحاولان إرغام الشعوب على سلوك طريق الديمقراطية التي يريدها الاثنين"، وأشار نقاش إلى أن "الغرب يريد إفهام العالم، وحتى حلفائه بأنه هو الذي يعطي الرحمة، وهو من يرسل الغضب، وهو من يعطي الشرعية، وهو من يأخذها، وأضاف أن "الجميع رأى كيف تمارس دوائر القرار الدولي عمليات الابتزاز مع المجلس الانتقالي الليبي"، ليخلص إلى أن "ليبيا واقعة الآن تحت وصاية دولية"، واستدل نقاش إلى ذلك بالتذكير أن "ممثل ليبيا في مؤتمر الدوحة كان لوحده دون أي موظف ليبي آخر، أو حتى سكرتيرة، فيما كان خلفه اثنين من القطريين، وهو أمر يؤكد أنهم استفردوا بالرجل، وقد أخذ الكل منه ما يريدون".



وحتى يفيق الشعب الليبي من سكرة إزاحة القذافي، سيفتقد النظام الليبي الجديد إلى قراره المستقل، في حال بقيت وجهة الصراع لديه غائبة عن ممانعة الهيمنة الأجنبية، والاحتلال الإسرائيلي، ضمن معركةٍ هي الأساس في المنطقة من أجل تحقيق الحماية لكرامة وثروات شعوبها

1 التعليقات:

الرائع يقول...

خدمة تنظيف الكنب , تشتهر صناعة أعمالها حيث تم العثور على عدد من المؤسسات التجارية في المنطقة المجاورة. الشركات الرائدة هي أيضا مشتركة في هذه المجالات. المباني التجارية وأصحاب الأعمال الكثيرين يفضلون ترك هذه المهمة لتنظيف الايجابيات، هذا هو السبب في أنها استئجار خدمات التنظيف. يمكنك الأراضي مزود خدمة يمكن الاعتماد عليها سواء كنت تسعى للحصول على خدمة التنظيف التجارية أو خدمة تنظيف المكتب الطبي. شركة تنظيف كنب بالرياض هناك الكثير من الأشياء التي تحتاج إلى النظر عند البحث عن مزود خدمة التنظيف التجارية المهنية. وهذه الاعتبارات تساعدك على التأكد من

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Sweet Tomatoes Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة